يعرف المسك الأبيض على أنه أحد أهم مكونات العطور بل ويستعمل وحده دون إضافات لأغراض التعطير الشخصية والمنزلية، وإن كنت من محبي لمساته وتتساءل من أين يستخرج المسك الأبيض فالإجابة وأكثر فيما يلي، حيث نكتشف معًا أصل رائحته النظيفة وقصة تاريخه الغامض.
أصل كلمة مسك
ترجع كلمة مسك في الأصل إلى غزلان المسك (Musk Deer)، لأن ذكور هذه الغزلان كانت المصدر الأساسي والأول للحصول على المسك الخام.
في بداية الأمر؛ كانت هذه الحيوانات تقتل للحصول على الغدد الخاصة الحاملة للمسك لديها والتي تقع بالقرب من الخصية، إلى أن منع هذا الفعل الوحشي تمامًا لانخفاض أعداد هذه الغزلان واحتمالية تعرضها للانقراض.
يطلق على مسك الغزال المسك الأسود وذلك لأنه يستخرج من مسك الغزال، أما المسك الأبيض فهو نوع حديث لا علاقة له بالمسك الأصلي المستخلص من الغزلان وليس له أي مصدر حيواني آخر، وهذا هو أهم فرق بين المسك الأبيض والأسود.
سبب تسميته بالمسك الأبيض
نرجح تسمية هذا النوع بالمسك الأبيض لأحد سببين:
الأول: لونه الأبيض المائل للشفافية في الحالة السائلة، أو بلوراته الصخرية بيضاء اللون في الحالة الصلبة.
الثاني: خلوه من أي مصدر حيواني يعتمد على إنهاء حياة أي كائن، فمصدره نظيف يخلو تمامًا من أي تضحيات.
أنواع المسك الأبيض من حيث المصدر
ينقسم المسك الأبيض من حيث مصدره إلى 3 أنواع، وهي:
المسك النباتي
تُستخدم بذور بعض الأزهار للحصول على روائح عطرية تشبه المسك تمامًا، من هذه الأزهار ما يعرف بالأمبريت (ambrette)، وهي نبتة يعود أصلها إلى الهند وتنتشر في بعض الدول الاستوائية الأخرى بآسيا وتستعمل للحصول على رائحة مماثلة للمسك كما أن لها فوائد أخرى في علاج بعض الأمراض بالطب البديل (الطب الشعبي).
المسك الصخري
يستخلص هذا النوع من صخور خاصة في جبال التبت، وينتج عن تفاعل بعض صخور الجرانيت مع الرطوبة والماء، ويتميز برائحة باردة عطرة.
المسك الصناعي
إضافة حديثة إلى عالم العطور ولطريقة اكتشافه قصة خاصة نذكرها لك، يصنع بكميات كبيرة ويعد بديل للمسك بأنواعه المختلفة وله أشكال متنوعة ويدخل في العديد من الصناعات.
أنواع المسك الأبيض من حيث الشكل
ينقسم المسك الأبيض من حيث شكله إلى نوعين أساسيين، هما:
المسك السائل
سائل أبيض يميل للشفافية ويتميز برائحة ناعمة ونظيفة، ويتوفر بكميات كبيرة في المصانع، أو في تولات صغيرة للاستعمال الشخصي.
المسك الصلب
مكعبات أو أحجار تستعمل لتعطير الملابس أو المنازل أو لبعض الأغراض التجارية الأخرى ولا يستخدم مطلقًا لتعطير الجسم.
قصة اكتشاف المسك الأبيض الصناعي
بينما كان العالم ألبرت بور (Mr Baur) في معمله منهمكًا في العمل قرابة العام 1888 ميلاديًا، وفي أثناء خلطه لبعض المواد الكيميائية، تصاعدت رائحة عطرة أسرته، لتكون أول لمسات صناعية من المسك، لكنه حين درس خصائص هذه المادة العطرية وجد أنها مادة سامة لا يمكن استعمالها.
في عام 1926 اكتُشِفت النسخة الحالية والآمنة من المسك الأبيض المُصنع لينتشر بين العامة باسم مسك الطهارة أو المسك الأبيض ويتميز برائحته العطرية النظيفة وسعره المناسب لمختلف الاستعمالات والصناعات.
من أين يستخرج المسك الأبيض
نكتشف من أنواع المسك بأن هناك 3 طرق للحصول على المسك الأبيض:
الأولى: مزج بعض المواد الكيميائية بالمعامل أو المصانع لتحفيز تفاعلات كيميائية خاصة تنتج المسك الأبيض المميز.
الثانية: استخدام أزهار خاصة ومنتشرة في آسيا للحصول على عطر مماثل للمسك.
الثالثة: استخراج المسك الصخري من جبال التبت بآليات وطرق خاصة.
وصف رائحة المسك الأبيض
إن كنت من محبي المسك فإن مجرد ذكر هذه الكلمة أمامك يذكرك برائحته المميزة، وإن كنت ممن لم يجربه سابقًا فمن المعروف أن نوتات المسك الأبيض تتميز برائحة نظيفة جذابة ومحببة بين الجميع؛ لذا تحضر منه أشكال متنوعة مثل: المكعبات والبخاخات، ويضاف إلى العديد من منتجات العناية والتنظيف وتعطير المنزل، كما يعد من أهم مكونات العطورات العالمية ويتوفر منه تولات منفصلة لمحبي رائحته النقية دون أي إضافات.
استخدامات المسك الأبيض
للمسك الأبيض استخدامات شخصية للرجال والنساء، وله أغراض صناعية متنوعة، من أهمها:
- صناعة العطورات ومزيلات العرق.
- صناعة منتجات التنظيف المنزلية.
- تعطير الملابس والمنازل والمفروشات.
- تعطير الجسم وتنعيمه.
قد تختلف الإجابة على سؤال (من أين يستخرج المسك الأبيض)، لكن تظل استعمالاته المتنوعة وأسعاره المنافسة وتفضيله بين ملايين المستخدمين من الرجال والنساء حول العالم حقائق مؤكدة، فرائحته النظيفة العطرة تضيف لمسة جميلة لحياتنا وتأخذ حواسنا في جولة ممتعة، تاركةً في ذاكرتنا آثارًا لا تنسى؛ نذكرها فور ظهور اسمه.